الأربعون في الاستعاذات النبوية
فهذِه جملةٌ منَ الأحاديثِ النبويَّةِ الصحيحةِ الواردَةِ في الاستعاذاتِ النبويَّةِ، ممَّا كان من سنَّتِه صلى الله عليه وسلم القوليةِ، والفعليةِ، وممَّا كان يعلِّمُه أصحابَه رضي الله عنهم، والأُمَّةَ من بعدِهِم؛ تحرُّزًا من وساوسِ الشَّيطانِ، وحصولِ الشرِّ، ووقوعِ الضّرِّ، وهذا من تمامِ التوحيدِ، وكمالِ العبوديةِ، والافتقارِ إلى اللهِ تعالى، وطلبِ حصُولِ الخيرِ، باستِدْفاعِ الشرِّ، ولا يُطلَبُ ذلك من أحدٍ من دونِ اللهِ، قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (38) سورة الزمر نسألُ اللهَ أنْ يعصِمَنا منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، ويُعيذَنا من شرِّه، وشِرْكِه، ويكشِفَ عنَّا الضرَّ، ويصرِفَ عنَّا الشرَّ؛ بتوفيقِنا إلى حُسْنِ التوكُّلِ عليه، وتمامِ الاستعانةِ به، وصِدْقِ اللُّجوءِ إليه، ولزومِ الإلحاحِ عليه، إنَّه سميعٌ مجيبٌ